نجاة

جدتي وأسرار بيرزيت

في ذلك الصباح الصافي بجنين، استعدت نجاة لرحلتها المليئة بالشغف والفضول إلى بيرزيت، حاملةً دفترها المدرسي وأقلامها الملونة؛ لتكتب وظيفتها المدرسية عن البلدة التي ترجع لها أصول كل طالبة، كانت تتطلع لاكتشاف تاريخ وتراث مدينتها الأصلية من خلال قصص جدتها نجاة.
في بيرزيت، حيث التقت بجدتها، بدأت الجدة بسرد قصة بيرزيت، البلدة التي تعود أهميتها التاريخية إلى موقعها الفريد بشمال رام الله، تحدثت عن الزيتون الذي يزين تلال بيرزيت والذي يعطي البلدة اسمها، مشيرةً إلى تاريخ طويل في إنتاج زيت الزيتون الذي كان يُحفظ في الآبار، وتحدثت عن مناظرها الطبيعية الخلابة وينابيعها الغزيرة مثل نبع الحمام وعين فليفلة وعين القوس، والتي تعتبر من أكبر البلدات مساحةً في قضاء رام الله.
ثم انتقلت للحديث عن البلدة القديمة في بيرزيت، التي تضم مباني تاريخية يعود معظمها إلى الحقبة العثمانية، كما تحدثت عن جامعة بيرزيت، التي بدأت كمدرسة مستقلة للأولاد وتحولت إلى كلية في عام 1942، وأصبحت لاحقًا جامعة تجذب الطلاب من كل أنحاء فلسطين ومن خارجها. وأخبرت الجدة نجاة عن أسبوع التراث الذي يُقام سنويًا في بيرزيت، حيث تعرض الفنون والحرف اليدوية وتنبض البلدة بالحياة والألوان، وتحتفي بالتراث الغني لبيرزيت.
عادت نجاة إلى جنين وهي تحمل في قلبها وذاكرتها كنزًا من القصص والتاريخ عن بيرزيت، مدينة الزيتون والتراث، وبيرة التعليم والثقافة، حيث كانت تلك الرحلة ليست مجرد اكتشاف للتاريخ، بل كانت احتفاءً بجمال وسحر بيرزيت التي تحتضن ذكريات وأحلام أجيال عديدة.
بينما تعانق نجاة ذكريات الرحلة وتتأمل في الدروس التي تعلمتها، شعرت بحنين عميق للعودة إلى بيرزيت، كانت تلك الرحلة بمثابة ربط لخيوط الماضي بالحاضر، وإعادة اكتشاف لجذورها العميقة في تراب فلسطين.
كانت نجاة ترسم في خيالها صورًا للمناظر الطبيعية الخلابة والينابيع الغزيرة التي تحدثت عنها جدتها، وهي تخطط للعودة واستكشاف هذه الجواهر الطبيعية بنفسها، تخيلت نفسها تتجول في نبع الحمام، وعين فليفلة، وعين القوس، وتستمتع بالهدوء والسلام الذي توفره هذه الأماكن.
وفي نهاية المطاف، شعرت نجاة بامتنان عميق لجدتها التي فتحت لها بابًا إلى عالم من الثقافة والتاريخ، مما أثرى فهمها وتقديرها لبيرزيت وكل ما تمثله، وقررت أن تحمل هذه القصص والذكريات معها، لتشاركها مع أصدقائها وتعلمهم عن الجمال والغنى الثقافي لبلدتها الأصلية.
عندما عادت نجاة إلى جنين، كانت قد تحولت! لم تعد مجرد طالبة تكتب واجبًا مدرسيًا، بل أصبحت سفيرة لتاريخ وتراث بيرزيت، مصممة على العودة يومًا ما لتستكشف المزيد عن هذه البلدة الغنية بالجمال والقصص.
هل تعلم ان مدينة بيرزيت هي إحدى المناطق التي يمر بها مسار فلسطين التراثي – حيث يمكنكم التجول ، الاستمتاع بجمال  وتنوع طبيعة فلسطين والتعرف على تاريخها وتراثها  ، لمزيد من المعلومات عن مسار فلسطين التراثي يمكنكم زيارة الويب سايت https://phtrail.org/