شيماء جمعة
قصة نجاح
البداية والتحديات
شيماء جمعة، طالبة هندسة معمارية وفنانة تشكيلية، تعيش حياة مليئة بالإبداع والتحديات. رغم جدولها المزدحم بين الدراسة والعمل الفني، قررت أن تخوض مغامرة جديدة في عالم ريادة الأعمال. كان دافعها الشغف الكبير لتطوير مهاراتها وخدمة المجتمع، ولكن الطريق لم يكن سهلًا.
في البداية، كانت تواجه تحديات مزدوجة: كيف توفق بين متطلبات الدراسة والفن، وبين شغفها الجديد بريادة الأعمال؟ ومن جانب آخر، كان عليها التعامل مع قلة خبرتها في إدارة المشاريع وتسويقها في عالم مليء بالتحديات الرقمية. وجدت شيماء أن السيدات اللاتي عملت معهن يعانين من ضعف في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وهو أمر حاسم في التسويق المعاصر. كما واجهت تحديات تتعلق بالتزام السيدات بمواعيد تسليم المتطلبات، مما أدى أحياناً لتأخير في تنفيذ خططها.
استثمار في الذات والتحول الكبير
بهدف مواجهة هذه التحديات، التحقت شيماء ببرنامج تدريبي مميز مع مؤسسة ابتكار. استمر البرنامج لمدة خمسة أشهر، وكان أكثر من مجرد تدريب نظري، بل كان تدريب حقيقي لاكتشاف الذات وتنمية المهارات الريادية.
من خلال هذا التدريب، تعلمت شيماء التفكير الريادي بأسلوب مبتكر، وإدارة المشاريع الصغيرة بفعالية. شمل التدريب جلسات تعليمية عملية غطت مواضيع مثل التسويق، الإدارة، وبناء الثقة الشخصية. بالإضافة إلى ذلك، تعلمت كيف تتعامل مع العملاء، وتبتكر حلولًا للتحديات التي تواجهها المشاريع النسائية الصغيرة.
بعد انتهاء التدريب، انطلقت شيماء برؤية جديدة وشغف مضاعف. قررت أن تشارك تجربتها وتكون جزءًا من قصص نجاح أخرى، فأصبحت تقدم استشارات لسيدات لديهن أحلام كبيرة رغم إمكانياتهن المحدودة. على مدار ستة أشهر، لم تكن شيماء تقدم لهن حلولًا للمشاريع فقط، بل كانت تعيد تعريفهن بأنفسهن، وتزرع داخلهن الثقة والإصرار على النجاح.
التغيير والإنجازات
لم يكن أثر شيماء محصورًا فقط في نجاح السيدات اللاتي ساعدتهن، بل انعكس بشكل كبير على حياتها الشخصية والمهنية.
التحول الشخصي: تقول شيماء، "لم أكن أتوقع أنني سأتمكن من تقديم هذه الفائدة الكبيرة". من خلال التدريب والتفاعل مع السيدات، اكتسبت شيماء مهارات جديدة في التواصل، إدارة الوقت، وحل المشكلات. هذه التجربة بنت نسخة جديدة من شخصيتها: أكثر وعيًا، أكثر قوة، وأكثر إلهامًا.
نجاح المشاريع: ساعدت شيماء العديد من السيدات في تحسين مشاريعهن بطرق مبتكرة، من خلال معرفة السوق والمنافسين، ومعرفة العميل المثالي، وخطوات بداية أي مشروع قبل إطلاقه، والتي يعمل عليها صاحب المشروع في البداية لفهم المشروع وليحافظ على تطور مشروعه حتى لو طرأ أي تغيير في السوق أو المنافسين، مثل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتسويق منتجاتهن. رغم أنهن كن في البداية يواجهن صعوبة في استيعاب أهمية هذا المجال، إلا أنه اليوم يلعب دور أساسي في تطوير مشاريعهن، لأن الميزة التي قد تميز مشروعك عن غيره اليوم قد لا تكون جودة المنتج أو سعره، بل أسلوب تسويقه.
إحصائيات ملموسة: تمكنت السيدات من زيادة مبيعاتهن بنسب ملحوظة، كما شهدت بعضهن نموًا في قاعدة العملاء، ما أدى إلى استقرار مشاريعهن بشكل أكبر.
شهادات حية
قصص السيدات كانت مليئة بالإلهام والنجاح. مثلاً فادية صاحبة مشروع guest house))، لم نتوقع في البداية أن ينجح المشروع خاصة في ظل ما تعانيه البلاد من الحرب وقلة عدد السائحين منذ جائحة كورونا. خصوصاً أن فادية لم تكن تمتلك الخبرة الكافية لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ولا حتى لتنسيق بيت الضيافة بالشكل الكافي. قمنا بمساعدتها في العمل على بيت الضيافة وتطويره على أرض الواقع، كما أنشاءنا صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي. وقمنا بتشبيكها مع شركات السياحة ليتمكنوا من استهداف بيت الضيافة الخاص بها في المستقبل. وعلى عكس ما توقعنا أصبح الكثير من السياح يزورون بيت الضيافة ويتواصلون مع صاحبة المشروع فادية، والتي كانت بالمقابل مسرورة وممتنة بهذا التطور، وبدورها تقوم بإعداد الكثير من الاكلات الفلسطينية لهم. لم تتوقع فادية ان ينجح مشروعها في ظل كل هذه الظروف ولكن مع إصرارها حقق المشروع النجاح.
كما شاركت سميرة قائلة، "تعلمت كيف أستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعال لتسويق منتجاتي، ولم أكن لأحقق هذا دون مساعدة المرشدين الشباب.
نحو مزيد من النجاح
بعد هذه التجربة الناجحة، تفكر شيماء في توسيع نطاق عملها ليشمل شرائح أكبر من المجتمع. تخطط لإطلاق منصة رقمية تقدم دعمًا مستدامًا للسيدات الراغبات في تطوير مشاريعهن. كما تطمح لتعزيز شراكاتها مع مؤسسات محلية ودولية لتوفير دعم أكبر للرياديات.
شيماء ترى أن رحلتها مع التدريب لم تكن سوى البداية. حلمها أن تساهم في خلق بيئة ريادية تدعم النساء لتحقيق أحلامهن وتحويلها إلى واقع ملموس.
توثيق الإنجازات
للتأكيد على نجاحها، ترفق شيماء صورًا من جلسات التدريب التفاعلية التي قادتها، وأخرى لمنتجات السيدات المعروضة في الأسواق المحلية. تعكس هذه الصور اللحظات المؤثرة في رحلتها، سواء خلال التدريب أو في متابعة المشاريع على أرض الواقع.
رسالة أمل وإلهام
قصة شيماء جمعة ليست مجرد حكاية لطالبة طموحة، بل هي شهادة على أن الشغف، الالتزام، واستثمار المهارات يمكن أن يغير حياة الآخرين وحياة الشخص نفسه. وبالرغم من انني واجهت بعض المشاكل في دراستي، والموافقة بينها وبين عملي، إلا أنها كانت وستبقى هذه التجربة في الذاكرة دوماً، والتي ضافت لي الكثير وستضيف لي مستقبلا في مشروعي الخاص ان شاء الله. وشكراً لكم.