Skip to main content

"من التردد إلى الإنجاز: قصص ملهمة من عالم ريادة الأعمال النسائية" 

آمال المعطي  

في مجتمع يعاني من تحديات اقتصادية واجتماعية متزايدة، وجدت العديد من النساء صاحبات المشاريع الصغيرة أنفسهن في مواجهة قلة الموارد، ضعف المهارات الإدارية، وصعوبة التسويق لمنتجاتهن، ولكنهن مضطرات للبدء في سوق العمل دون توفر الخبرة اللازمة. بالرغم من تعدد البرامج التي تستهدف تمكين الشباب، إلا أن معظمها يفتقر إلى الاستدامة، مما يجعل المشاركات بحاجة إلى دعم مستمر لتحقيق أحلامهن. هنا جاء دور برنامج مرشدي الأعمال مع مؤسسة ابتكار للريادة المجتمعية والذي كنت جزءاً منه واستطعت أن ألامس التحديات الفعلية لكي أقدم حلولًا مبتكرة ومستدامة، وكنت أعتقد أنني أمتلك الخبرة الكافية كوني عملت كمدربة أعمال وريادية في الأردن، لكني واجهت تحديات على الصعيد الشخصي، فكان هذا البرنامج دافعاً لي لأتحدى نفسي وأكون جزءاً من مشاريع النساء وأسعى لتطويرها. 

الحقائب والابداع 

كمرشدة أعمال، ركزت جهودي على تمكين النساء من خلال تحويل التحديات إلى فرص حقيقية، فقد عملت مع ثلاث سيدات يمتلكن مشاريع بأفكار مختلفة وكل واحدة منهن تخوض تحدياً خاص بها، ففي مشروع الحقائب كانت تعمل صاحبة المشروع منذ 7 سنوات، ولكنها بدأت بشكل جدي منذ عامين. عندما بدأنا العمل معها، حرصنا على أن تركز على التسويق بالمحتوى وتروي قصة نجاحها الخاصة، بالإضافة إلى إدخال رواية الحكاية الفلسطينية والمغزى وراء كل خيط في حقائبها، فهي تظهر شغفها وحبها للمنتجات وأنها فعلاً صنعت بكل حب. كنا سعيدات بمساعدتها، ولاحظنا النتائج خاصة عند تعبيرها عن سعادتها بدورنا معها بقولها" لقد تطور المشروع بشكل كبير، شكرا لإرشاداتكن، وأنا أعمل عليها وأفكر دائماً بنصائح آمال". وهذا بدوره دفعني للعمل بطاقة أكبر كوني رأيت الأثر الإيجابي على المشروع وعلى عقليتها، حيث أصبحت تفكر بشكل إبداعي ودائماً تأخذ بنصائحنا.  

التمويل ثم التطبيق 

في حالة المشروع الثاني وهو مشروع كيك، حصلت صاحبة المشروع على تمويل وشراء معدات قبل البدء بفكرة المشروع، أي بدأت بالحصول على التمويل قبل البدء باختيار حتى نوعية المشروع، فبدأنا معها من تحت الصفر، من خلال اختيار الاسم والشعار وحتى الفكرة نفسها، أي أن تختار نوع الحلويات التي تريد البدء والتمييز بها. كان العمل معها صعباً جداً، فعندما كانت صاحبة المشروع غير متأكدة من أهدافها، كان دورنا أن نساعدها في تغيير طريقة تفكيرها، فعملنا على توجيهها وإرشادها، لكي تحدد تفاصيل المشروع المناسب لها وبالتالي تحدد أهدافها. كانت سعادتنا كبيرة عندما ازداد عدد المتابعين على صفحتها، كما كانت نسبة المبيعات في ازدياد ملحوظ خلال الأشهر الماضية، بالإضافة إلى تركيزها على المشروع وتطويره. 

الحيرة والتوازن  

المشروع الثالث كان محيراً فقد كانت صاحبة المشروع تعاني من حيرة بين الطهي التي تعتبر متخصصة به وبين شغفها بالريزن كونها تعلمت التصميم الداخلي وتمتلك نظرة فنية للأمور، فقد بدأنا العمل على تحديد توجهها والتركيز على عدم التشتت لكي نخرج بأفضل النتائج، وفعلا هذا ما حدث فقد اختارت الريزن وبدأت العمل به، وبدأنا نلاحظ إبداعاتها حيث أنها طورت منتجاتها وخرجت بمنتجات فريدة مميزة عن المنافسين، وكانت النتيجة أكثر من رائعة. لكنها عادت إلى العمل في مهنتها كشيف وبدأ التحدي لتجد التوازن بين الطهي والعمل بدوام كامل وبين مشروعها الخاص، لكن بالمقابل رأينا نتائج ممتازة في مشروعها. 

خلال هذه الرحلة، قدمت جلسات إرشادية فردية وقد ركزت على بناء الثقة وتحسين مهارات التسويق وتطوير استراتيجيات إدارة الأعمال. وقد كانت النتائج جميلة ومرضية فكان الاثر على الصعيد الشخصي والعملي أكثر من رائع، كما بنيت علاقة ثقة ودعم ستستمر تضمن استمرارية المشاريع، مع اعطائهم الفرصة لنبقى على تواصل لأي نصائح مستقبلية. وسيستمر دعمي لهذه المشاريع بمساعدة مؤسسة ابتكار والداعمين ليشمل البرنامج المزيد من النساء الطموحات، لنبقى جسراً لمساعدة صاحبات المشاريع لتحقيق مشاريع ناجحة.